الفوز طبيعة وسلوك مصاحب لكل فريق ولاعب في المجال الرياضي قائم على الرغبة والطموح لتحقيقه والوصول اليه، وقبل الاستعداد البدني للوصول للهدف لابد من تحضير ذهني ونفسي وهذا التحضير الاخير يتطلب شخصية قوية ،متزنة ودراية فكرية كبيرة حتى نتمكن من تجاوز نكسات اخفاقاتنا ومطبات مغمراتنا التي تنم عن حماس زائد قد يفقدنا طريق المسار الصحيح لنقع في براتين الهزيمة والسقوط.
الدفاع:
هو منطق الفرق الضعيفة او المغمورة للتألق وإثبات الذات، هو منطق التخلص من الكرة وكل خطر قادم بإتجاه منطقتنا ومحاورنا، الدفاع رغبة جامحة في تحدى الصعاب وخلق قانون جديد مخالف لتكهنات البعض ولتعليقات الصحافة التي دائما تخفق في ملامسة واقع الميدان وحقيقة امور الكرة التي فقدت قاعدتها المطلقة لتجعلنا حائرين بين النسبية والحماس في الاداء وبلوغ الهدف. الدفاع هو اللعب قبل التفكير وهوالعنف الزائد في تطبيق قانون الحماية الذي يكون طبيعي المفعول لدى المدافعين وساري التطبيق لكل فرد من جنود المنطقة الذين همهم الوحيد تشتيت الكرة وكسر تفكير المهاجمين وهذا ما يجعلنا نغطي كل القواعد وضرب الحصارالكلي سواء في الملعب او على نتيجة المباراة خدمة لعذريتها.
الهجوم:
هو الفوز وهو الغاية المنشودة لحسم النتيجة والتألق، عكس منطق المدافعين ففكر المهاجم هو التسجيل و المناورة، المغامرة والانطلاقة الكاسحة لمنطقة الخصم، الهجوم هو كسر رتابة الدفاع وكسر شوكة الحصار المنظم في منطقة الخصم، الهجوم فطرة تتغير بتغير النتيجة والاهداف المحققة وهو معادلة رياضية مبينة على الحسابات الضيقة والخطط المحكمة التي تأتي لتفند فكر الدفاع الجامد.
الفريق:
تمثيل الفريق ينبني على فكر جماعي همه الوحيد التشريف والعمل الكلي من اجل تحقيق الهدف الذي غالبا مايكون الانتصار، الانتماء للفريق هو انتماء لخلية ولجوهر محركه الاساسي قوة استعداد اللاعبيين ومدى قدرتهم الذهنية على تكسير هاجس الانانية والفردانية في التعامل داخل الملعب وتحويله لقوة دفع جماعية قادرة على ضرب دفاعات الفرق الاخرى وخلق الثغرة المنفد لتألق الفريق ونجاحه او حصول العكس .
الجمهور:
النقطة الاساسية في اللعبة والذي يعد المرآة التي تعكس حال الفريق وحال منطق الكرة، المشاركة في عالم كرة القدم الغريب والحماسي ليس له حدود ووجودك كمشجع ليس له ارتباط بسن او شكل او لون بل هي مشاركة من اجل الفريق ومن اجل اللاعب ومن اجل الموطن والانتماء الذي يجعل الخاص يذوب في الكل ويولد لنا مدرجات تلتهب حماسا لا تمل ولا يهدأ لها بال الا بتحقيق النصر ورفع التحدي، الجمهور كيان اساسي في عالم الرياضة والكرة بصفة خاصة وهو المحرك السيكولوجي الاهم للفرق واللاعبيين للعطاء والظهور بالوجه المقبول ولو في اضعف الحالات. الجمهور ليس الا جزء لايتجزء من فلسفة الكرة والتي تجعل من الدفاع والهجوم ركائز قائمة بذاتها داخل عالم المستديرة وليس الجمهور الا ذلك العنوان الحضاري المكمل لشعبية وعالمية لعبة كرة القدم.
لهذا فالكرة كما نرى علم وثقافة وسلوك انساني مبني على مجموعة من الاسس تجعلها بالفعل الرياضة الاكثر شعبية في العالم، وهنا نطرح التساؤل عن كرتنا المغربية ومستواها وتعريفها ودورها في المجتمع هل فعلا لدينا لاعبيين على مستوى هذه الفلسفة الكروية ؟ وهل لدينا فرق وصلت الى درجة جعلت من المصلحة العاليا للفريق هدفها الاول والاساسي في تذويب لاي مصالح خارجية شخصية ؟ وهل فعلا جمهورنا المغربي مكمل للعمل الكروي وواعي بفلسفة الكرة ام اضافة سلبية لم نجني منها الا التخريب وتهميش السلطات العليا لشعبية الكرة وتطورها؟ كلها تساؤولات موضوعية تجعلنا امام الحقيقة الاخرى للكرة ودورها وأهدفها التي تختلف حسب اختلاف الجغرافيا والمجتمع والذي جعل منها ضرورة من ضروريات الحياة ووجه اخر لصورة الامم في العالم الجديد.
